الحزب القومي السوري
صفحة 1 من اصل 1
الحزب القومي السوري
الحزب القومي السوري
التعريف :
هو حزب يدعو إلى القومية العربية ، واعتبار الوطن السوري البيئة التي نشأت الأمة السورية فيها والقول بأن النهضة السورية تستمد روحها وتاريخها السياسي والقومي من مواهب الأمة السورية . وقد اتخذ الحزب اسم " الحزب القومي الإجتماعي " وشعاره زوبعة لها أربعة رؤوس ترمز إلى الحرية ، والواجب والنظام والقوة .
التأسيس وأبرز الشخصيات :
في الثلاثينيات من هذا القرن ، وتحديداً في عام 1932م ، ظهر على مسرح السياسة في لبنان شاب عائد من البرازيل اسمه انطوان سعادة ألف حزباً منظماً دقيقاً مركزياً يعرف بالحزب القومي السوري .
- لقد نشأ هذا الحزب بدعوى محاربة الطائفية والنزعة الانعزالية مستغلاً وجود العديد من الطوائف والديانات في لبنان ، داعياً إلى رابطة تلغي جميع الفوارق بين الناس وتربطهم برباط واحد هو رباط الأرض ، وقد بارك الغرب هذا الحزب وأمده بالمال والسلاح .
- وقد ازدهرت دعوة الحزب بانضمام الشبان المثقفين إليه ، وتطور على يدي أكبر شخصية فيه وهو أنطوان سعادة الموجه الروحي والمنظر الفكري الذي أعدم رمياً بالرصاص عام 1949م إثر محاولة القيام بثورة مسلحة تهدد كيان الدولة في لبنان .
· من شخصياته البارزة المقدم غسان جديد وهو مقدم سابق في الجيش السوري ( نصيري ) ، وعصام المحايري ، والدكتور عبد الله سعادة ، وفايز صايل ،وجورج عبد المسيح ، ومن رؤسائه مؤخراً إنعام رعد .
الأفكار والمعتقدات :
تتركز مبدىء الحزب في الأفكار التي يذكرها أنطوان سعادة في كتابه نشوء الأمم وهي :
- فصل الدين عن الدولة
- منع رجال الدين من التدخل في الشؤون السياسية والقضائية والقومية .
- إزالة الحواجز بين مختلف الطوائف والمذاهب .
- إلغاء الإقطاع ،وتنظيم الاقتصاد القومي على أساس الإنتاج ، وإنصاف العامل وصيانة مصلحة الأمة والدولة .
- إعداد جيش قومي ذي قيمة فعلية في تقرير مصير الأمة والوطن .
· كما أن للحزب منطلقاته التي تعبر عن أفكاره ومعتقداته وتصوراته لحركة التاريخ ومن ذلك :
- سورية للسوريين ، والسوريون أمة تامة .
- يتميز السوريون عن أبناء الأمة العربية كما يتميز الفرنسيون عن الإنجليز ، وكما يتميز الروس عن الألمان .
- القضية السورية هي الأمة السورية والوطن السوري .
- الأمة السورية هي وحدة الشعب السوري المتولدة من تاريخ طويل يرجع إلى ما قبل التاريخ الجلي .
- الأمة السورية هيئة اجتماعية واحدة .
- مصلحة سوريا فوق كل مصلحة .
- القوميون السوريون يعتزون بالماضي السحيق الذي يمثله الفينيقيون بوثنيتهم وخمرهم وآلهتهم وعاداتهم وتقاليدهم ولذاتهم ويعتزون بالثقافة الروحية الطابع العمراني الذي نشرته سوريا في البحر السوري المعروف بالبحر المتوسط .
- الاعتزاز بما خلده العظام من مثل كرينون - بيار صليني - يوحنا فم الذهب - أفرام العمري - ديك الجن الحمصي - الكواكبي - جبران .
- الاعتزاز بالمحاربين الخالدين مثل سرجون الكبير - أسرحدون - سنحاريب - نبوخذ نصر - آشور بانبال - هاني بعل … إلى يوسف العظمة ، وهم بذلك يغفلون مشاهير وعظماء الإسلام .
- أزهى العصور في تاريخ سوريا هو العصر الفينيقي .
- الفتح الإسلامي يعتبر فتحاً أجنبياً ولا يرون في التاريخ الإسلامي في سوريا بعد الفتح إلا تاريخاً سورياً خالصاً ، فمعاوية رضي الله عنه أصبح سورياً لإقامته في دمشق عشرين عاماً قبل الخلافة ، وأمجاد الأمويين أمجاد سورية محضة ، والنزاع بين معاوية وعلي رضي الله عنهما إنما هو نزاع بين القومية السورية والقومية العراقية ، ويجعلون للأرض والتراب والجو أثراً سحرياً يحول الإنسان خلال فترة وجيزة من قومية إلى قومية ومن تاريخ إلى تاريخ .
- عندما يتحدثون عن سوريا فإنما يقصدون بذلك سوريا الكبرى والتي تضم سوريا الحالية ولبنان و الأردن وفلسطين .
الجذور الفكرية والعقائدية .
· رجالات هذا الحزب يحاربون الدين بكل قواهم ، ويستنكرون الرابطة الدينة بين الناس ، وينطلقون في ذلك من عدة معتقدات وأفكار : من أهمها ما يلي :
- الزعم بأن فكرة الألوهية اخترعها الإنسان يوم أن كان رازحاً تحت سلطان الخوف والوهم والخرافة .
- النظر إلى الكون والإنسان والحياة نظرة مادية تنكر وجود الله والبعث والرسالات واليوم الآخر .
- الزعم بأن الإسلام دمه جامد ، وإنما الذي جعله متطوراً هم الخلفاء والفقهاء .
- ينادون بفصل الدين عن الدولة وهي فكرة غربية يرفضها الإسلام جملة وتفصيلاً .
- يعتبرون التجمع على أساس ديني من أخطر العقبات في سبيل التقدم وينادون بالتخلي عنه حتى يسلم الكيان السوري القومي من التناقضات .
· دعوتهم انعزالية تخدم مصالح الغرب المستعمر وتخدم الصهيونية في تفتيت الوطن الإسلامي الكبير ، وتمزيق القوة المحيطة بإسرائيل .
- تدعو إلى الاستهتار بالقيم الأخلاقية ، وذلك بتهيئة فرص الإغراء للشباب والفتيات بالانضمام إليها في حلقات ماجنة تلعب فيها الخمر بالرؤوس وتنطق فيها الغرائز جامحة مسترسلة .
الانتشار ومواقع النفوذ .
· اتخذ هذا الحزب من لبنان مركزاً له ، وصار له أتباع في سوريا ، ولكنه لقي اضطهاداً من مختلف الحكام لأنه يتعارض مع فكرة القومية العربية التي كان لها نفوذ أكبر ، ومع ذلك ظل يعمل بشكل علني في لبنان متخذاَ له اسماً جديداً وهو " الحزب القومي الإجتماعي " .
· عبر أنطوان سعادة عن حدود القومية السورية في كتابه نشوء الأمم بأنها البيئة الجغرافية المتميزة عما سواها فهي تمتد من جبال طوروس في الشمال إلى قناة السويس في الجنوب شاملة شبه جزيرة سيناء وخليج العقبة ومن البحر السوري ( المتوسط ) في الغرب إلى الصحراء في الشرق حتى الالتقاء بدجلة . هذا و الحزب الآن في حالة انحسار كبير .
ويتضح مما سبق :
أن دعوة القومية السورية دعوة انعزالية تفرق ولا تجمع وتدعو إلى العصبية القومية في عصر التكتلات الكبرى ويعيش معتنقوها داخل حدود وهمية وأسرى روابط تمت إلى الماضي السحيق الذي لا يحرك المشاعر . وهم يعتبرون أن الأرض هي أقوى الروابط و من ثم فنظريتهم تدعو
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى